الرجوع الى الأخبار
خلال ندوة نظمتها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالتعاون مع شبكة الجزيرة الإعلامية..مطالب بإنصاف الصحفيين ضحايا الحرب على غزة
الجمّالي: (إعلان الدوحة) إطار مثالي للارتقاء بمعايير حماية الصحفيين
الدوحة: 7 ديسمبر 2025
نظمت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالتعاون مع شبكة الجزيرة الإعلامية ندوة موازية لمنتدى الدوحة بعنوان: «الصحفيون ضحايا الحرب على غزة - المساءلة ومنع الإفلات من العقاب. هدفت الندوة إلى بحث فرص تحقيق العدالة والإنصاف، وتحديد المسؤوليات التي يجب أن تتحملها إسرائيل والدول التي دعمتها بالسلاح طوال فترة الحرب، وإلى أي مدى يمكن أن تسهم الآليات الدولية المعنية بحماية حقوق الإنسان والمنظمات المختصة بسلامة الصحفيين والدفاع عن حرية الصحافة في التحقيق ومقاضاة مرتكبي الجرائم والمحرضين عليها ومنع إفلاتهم من العقاب ومنع تكرار هذه الانتهاكات.
شارك في الندوة كل من الأمين العام للجنة الوطنية لحقوق الإنسان، سعادة السيد سلطان الجمالي، والسيدة إيرين خان المقررة الخاصة لحرية الرأي والتعبير، والسيدة فرانشيسكا ألبانيز المقررة الخاصة المعنية بالانتهاكات الجسيمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال سعادة السيد سلطان الجمالي في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للندوة التي أدارها الإعلامي زين العابدين توفيق المذيع بقناة الجزيرة إن العقاد هذه الندوة يعكس اهتمامنا بالتفاعل مع التحديات المتصاعدة التي تواجه الصحفيين في قطاع غزة، كما يجسد حرصنا على متابعة تنفيذ مخرجات مؤتمراتنا السابقة، وفي مقدمتها إعلان الدوحة بشأن حماية الصحفيين في النزاعات المسلحة، الصادر عن المؤتمر الدولي المنعقد حول هذا الموضوع، في شهر أكتوبر الماضي، بتنظيم مشترك من اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، ومركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان.
وأوضح أن هذا الإعلان يشكل إطارا مثاليا للارتقاء بمعايير وآليات حماية الصحفيين في النزاعات المسلحة. تأسيسا على الدعم الإقليمي والدولي الواسع الذي حظي به، وانطلاقا من مخاطبته الصريحة لجذور المشكلات التي تفاقم معاناة الصحفيين في النزاعات المسلحة، بالإضافة إلى تبنيه توصيات وحلولا ناجعة من شأنها الإسهام في الحد من جرائم القتل المروعة، والانتهاكات الجسيمة الأخرى التي تستهدف الصحفيين.
وفي هذا السياق، أعرب الأمين العام للجنة الوطنية لحقوق الانسان عن الاعتزاز بما تحقق على أرض الواقع من توصيات إعلان الدوحة الأول، الذي تبناه مؤتمرنا الدولي المنعقد في يناير 2012، تحت عنوان: حماية الصحفيين في الحالات الخطرة، ومن ذلك إنشاء شعبة مختصة بسلامة الصحفيين في المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، وارتباطا بهذه المكتسبات مؤكدا عزم اللجنة الوطنية لحقوق الانسان على الفضي قدما نحو تنفيذ توصيات إعلان الدوحة الثالث، بما يسهم في تعزيز ضمانات حماية وتمكين الصحفيين في مناطق الصراعات المسلحة.
ولفت إلى إن استمرار الجرائم المروعة والانتهاكات الجسيمة التي ترتكب في مواجهة الصحفيين في قطاع غزة. إلى جانب القيود الشديدة المفروضة عليهم، في محاولة لإخفاء الفظائع ومحو أدلة جريمة الإبادة الجماعية. وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، إنما يمثل دليلا دامعا على خطورة سياسة ازدواجية المعايير، وما ترتب عليها من ازدراء قواعد القانون الدولي العام، وإضعاف قدرة الهيئات الدولية على تحقيق الامتثال لأحكام القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة.
سامي الحاج: حماية الصحفيين تستوجب أفعالا حقيقية
قال السيد/ سامي الحاج، مدير مركز الجزيرة للحقوق والحريات: إن ما يتعرض له الصحفيون في غزة يشكل مأساة إنسانية غير مسبوقة، مشددًا على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في التحقيق والمحاسبة، وعدم السماح باستمرار سياسة الإفلات من العقاب. وأوضح مدير مركز الجزيرة للحقوق والحريات، أن الدفاع عن الحقيقة وحماية الصحفيين ليست مجرد شعارات، بل قيم أخلاقية ومهنية تستوجب أفعالا حقيقية تضمن سلامتهم واستمرار عملهم دون تهديد، كما تم التأكيد على الالتزامات التي خرج بها إعلان الدوحة لحماية الصحفيين، الذي تبلته مؤسسات إعلامية وحقوقية دولية في أكتوبر الماضي.ولفت الحاج إلى أن الندوة تأتي ضمن جهود الجزيرة المتواصلة لتعزيز حماية الصحفيين والدفاع عن حقوقهم. خاصة في مناطق النزاع التي يدفعون فيها ثمنا باهظا خلال أداء رسالتهم.
المقررة الأممية الخاصة المعنية بحرية الرأي والتعبير:حجم انتهاكات الصحفيين في غزة غير مسبوق
أكدت السيدة إيرين خان، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحرية الرأي والتعبير، أن حجم الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في غزة غير مسبوق في أي مكان أو زمان، لافتة إلى أن ما يحدث يمثل هجومًا ممنهجا لا يستهدف الصحفيين فقط، بل يستهدف الحقيقة نفسها. وجاءت كلمة كان خلال ندوة نظمها معهد حقوق الإنسان الوطني بالتعاون مع شبكة الجزيرة وشركاء دوليين. حيث عبرت عن تقديرها للمنظمين على تسليط الضوء على قضية لا تحظى بالاهتمام الكافي رغم خطورتها الإنسانية والمهنية. أوضحت خان أن دور الصحفيين هو نقل الأخبار لا أن يصبحوا هم الخبر ذاته، إلا أن الهجمات المتكررة ضد العاملين في الميدان جعلت من مأساتهم محورًا رئيسيا في التغطية الإعلامية. وأضافت: إن ما يشهده العالم من استهداف للصحفيين في سوريا والسودان ومالي وأوكرانيا خطير، لكن ما يحدث في غزة يتجاوز ذلك بمراحل. ولفتت إلى أن معظم المستهدفين هم من الصحفيين المحليين في قطاع غزة الذين وجدوا أنفسهم مضطرين للبحث عن الطعام والمأوى لأسرهم في الوقت نفسه الذي يبحثون فيه عن الأخبار. وذكرت أن بعضهم شاهد أفراد عائلته يقتلون مباشرة أثناء التغطية، كما لفتت إلى أن الضفة الغربية تشهد أيضًا انتهاكات واسعة بحق الصحفيين، من اعتقالات واستجوابات وتعذيب وتهديد دون أن تحظى هذه الانتهاكات بالاهتمام المطلوب. وقالت إن هذه الإجراءات تمثل سياسة متعمدة لقتل الحقيقة، لافتة إلى حملات تضليل تمولها إسرائيل بمبالغ ضخمة، منها 50 مليون دولار لإنكار المجاعة في غزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية وغير الرسمية. كما تحدثت عما سمته لجنة نزع الشرعية في الجيش الإسرائيلي، التي تهدف . حسب قولها - إلى تقويض مصداقية ما ينقله الصحفيون المحليون من حقائق على الأرض.
وأكدت خان أن الإعلام الدولي ممنوع بالكامل من دخول غزة، وهو أمر لم يحدث في النزاعات الحديثة، وأضافت: إن إسرائيل مررت قانونا يحظر قناة الجزيرة، وأغلقت مكاتبها، وقتلت 11 من صحفييها خلال العدوان. كما لفتت إلى حادثة منع صحفيين حاولوا دخول غزة عبر قوارب أسطول الحقيقة»، حيث اعتقلتهم القوات الإسرائيلية ومنعتهم من الوصول. وانتقدت خان بشدة ما وصفته ب «الإفلات السافر من العقاب، مؤكدة أن إسرائيل لم تجر أي تحقيقات شفافة، ولم تحاسب أي جهة على قتل صحفي واحد في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ بدء الاحتلال، واستشهدت بقضية الصحفية شيرين أبو عاقلة التي قتلت عام 2022، معتبرة أن غياب المساءلة في تلك القضية شجع على تكرار الجرائم في غزة اليوم.
المقررة الأممية الخاصة المعنية بالانتهاكات الجسيمة:العنف... لا يستثني أحدًا
قدمت السيدة فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالانتهاكات الجسيمة في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967م، بالشكر لشبكة الجزيرة على الجهود التي تبذلها في نقل الحقائق والتحليل المهني المحترف في أوقات الأزمات. وقالت ألبانيز: فلسطين ليست استثناء، فلسطين هي القاعدة، وليس صحيحًا أننا خسرنا إنسانيتنا، وليس صحيحًا أن القانون الدولي أخفق، فهذا هو العالم الذي نعيش فيه. هل ينبغي علينا أن ننسى كل الاحتلالات الوحشية وكل الأنظمة الديكتاتورية التي حدثت في أعقاب الحرب العالمية الثانية وكل السياقات التي تطورت في المشهد العدلي في العالم؟ كل هذه الحروب والنزاعات، بعضها ليست من جهتنا التي نعيش فيها بعضها في جهتكم أنتم، وفلسطين ليست استثناء. المسألة هي عدم معرفة حدود ما يحدث. لسبب: كان هناك نوع من العنف، العنف الذي لا يستثني أحداً، لهذا السبب فلسطين حالة الطوارئ. ولأنها لا تعرف كيف أن فئة الشباب في أوروبا كانت لها ردة فعل، ثم عمل العمال، على هذه الإبادة، لأنه بسبب تجربتك تشكلت وقضيتهم تخاطب إنسانيتنا، والأثر الفلسطيني يعني فهم العالم الذي تخصصه، لذلك، لماذا تخصصه في العزلة والظلم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني لا يختلف عن الظلم الذي يقع في غرب أو السودان.
الصور