سوريا تنفي الاتهامات الأميركية حول قيامها بأنشطة نووية وتتهم واشنطن \\\”بالتضليل\\\”
دمشق (ا ف ب: 24/4/2008) – نفت سوريا اتهامات البيت الأبيض ببناء مفاعل نووي سرا بالتعاون مع كوريا الشمالية متهمة واشنطن "بتضليل" الكونغرس الأميركي والرأي العام العالمي "بادعاءات" لتبرير الغارة الإسرائيلية على سوريا في أيلول/سبتمبر الماضي.
وفي تصريح وزعته السفارة السورية (اكرر السورية) في واشنطن وبثته وكالة الإنباء السورية (سانا) أكدت سوريا أنها "تنفي بشدة" الاتهامات التي وجهتها واشنطن إليها الخميس بأنها بنت مفاعلا نوويا بمساعدة كوريا الشمالية.
وأضاف التصريح أن "حكومة الجمهورية العربية السورية تعبر عن أسفها واستنكارها لحملة الافتراءات وتزوير الحقائق التي تشنها الإدارة الأميركية الحالية ضد سوريا بزعم وجود أنشطة نووية فيها".
وأضاف "في الوقت الذي ترفض فيه سوريا الادعاءات الأميركية جملة وتفصيلا تؤكد أن هذه الحملة التي تقوم بها الإدارة الأميركية تهدف بشكل أساسي إلى تضليل الكونغرس الأميركي والرأي العام العالمي بادعاءات لتبرير الغارة الإسرائيلية على سوريا في أيلول/سبتمبر من العام الماضي".
وأوضح أن "هذه الإدارة كانت على ما يبدو طرفا في تنفيذها كما أصبح واضحا أن هذا التحرك من قبل الإدارة الأميركية يأتي في إطار المفاوضات المتعلقة بالملف النووي الكوري" الشمالي.
وقال البيان أيضا إن "سوريا التي تطالب الولايات المتحدة بالتصرف بمسؤولية والتوقف عن اختلاق مزيد من الأزمات فى الشرق الأوسط الذي ما فتىء يعاني من تداعيات السياسات الأميركية الفاشلة فيه تأمل أن يكون المجتمع الدولي والشعب الأميركي بشكل خاص أكثر معرفة هذه المرة في مواجهة هذه الادعاءات الباطلة".
وكان السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى نفى اتهامات البيت الأبيض معتبرا أن المعلومات الأميركية "قصة سخيفة".
وقال لشبكة "سي أن أن" الأميركية انه تم استدعاؤه إلى وزارة الخارجية الأميركية حيث عمد مسئولون إلى "إخباري قصة سخيفة حول مشروع نووي سوري مزعوم".
وأضاف "أطلعوني على صور سخيفة ملتقطة بواسطة قمر اصطناعي لمبنى في الصحراء السورية قالوا انه مفاعل نووي. قلت لهم أن هذا مضحك وسخيف. ليس هناك أي عنصر حراسة. ولا سياج".
وتابع "لقد بدأت بتذكيرهم بان المرة الأخيرة التي ذهب فيها مسئولون كبار في الإدارة الأميركية إلى مجلس الأمن الدولي وتحدثوا عن أدلة فاضحة عن وجود أسلحة دمار شامل كانوا يتحدثون عن أسلحة دمار شامل عراقية".
ونفى السفير السوري أي وجود كوري شمالي في هذا الموقع تحدثت عنه واشنطن. وقال "لم يكن هناك احد في هذا الموقع. كان مبنى عسكريا مفككا".
وردا على سؤال حول العلاقات بين كوريا الشمالية وبلاده أجاب مصطفى "لدينا علاقات طبيعية للغاية". وأضاف أن "كل ما تقوم به سوريا تقوم به في إطار القانون الدولي".
وتابع "آمل أن يتم جلاء الحقيقة فهي ستكون مصدر إحراج كبير للإدارة الأميركية للمرة الثانية. قبل هذا كذبوا في موضوع أسلحة الدمار الشامل العراقية واليوم يعتقدون أن بإمكانهم تكراره مجددا".
وكانت طائرات حربية إسرائيلية قصفت في السادس من أيلول/سبتمبر 2007 موقعا سوريا تعتقد الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية انه يضم مفاعلا نوويا بني جزء منه. ونفى السوريون هذه المعلومات.
وأكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الغارة استهدفت "مبنى قديما كان يستخدم لأغراض عسكرية" ولم تطل أهدافا "مهمة".
وقالت الصحيفة أن السوريين أزالوا الأنقاض بعد الهجوم الإسرائيلي واستأنفوا إعمال البناء.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان الجمعة أنها تنظر بجدية إلى المعلومات الاستخبارية الأميركية بشأن بناء مفاعل نووي في سوريا بتعاون من كوريا الشمالية مؤكدة أنها ستحقق في هذه الاتهامات.
وقالت الوكالة أنها "ستتعاطى مع هذه المعلومات بالجدية التي تستحقها وستحقق في صحة المعلومات".
وأعرب المدير العام للوكالة محمد البرادعي عن أسفه لعدم إبلاغه "في الوقت المناسب" بالاتهامات الأميركية لسوريا.وقال البرادعي انه "يأسف لعدم إبلاغ الوكالة (بهذه المزاعم) في الوقت المناسب طبقا لمسؤوليات الوكالة في إطار معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية للسماح لها بالتحقق من صحة هذه المعلومات وإقرار الوقائع".
وذكر البرادعي سوريا بواجباتها في إبلاغ الوكالة بأي مشروع أو ورشة لبناء منشأة نووية والولايات المتحدة بواجب إبلاغ الوكالة في المهل المناسبة حتى تقوم بعملها وتحقق في المسألة.
كما انتقد البرادعي "استخدام إسرائيل القوة بشكل أحادي" في هذه القضية معتبرا أن ذلك "يسيء إلى عملية التحقق التي تقع في صلب نظام منع انتشار الأسلحة النووية".