الأمم المتحدة و الولايات المتحدة، و عدة دول أخري من بينها قطر في سباق مع الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في هايتي
بورت او برنس (وكالات:17/1/2010) – بعد أربعة أيام من الزلزال الضخم الذي قتل ما يصل إلى 200 ألف شخص ودمر معظمالعاصمة بورت او برنس في هايتي مازال مئات الآلاف من الهايتيين ينتظرون بشكل يائس الحصول على مساعدات في الوقت الذي انقض فيه اللصوص على المباني المدمرة في ظل الغياب الواسع للسلطة والنظام.
ومازال انسداد حركة النقل والإمداد يمنع عمليات الإغاثة الضخمة من الوصول إلى معظم الضحايا والذين يقيم كثيرون منهم في مخيمات مؤقتة في الشوارع التي تناثرت فيها الأنقاض والجثث المتحللة
.وفي الشارع التجاري الرئيسي المدمر في العاصمة الواقع قرب الميناء تجمع مئات من اللصوص حول أنقاض المتاجر حاملين أي شخص يجدونه ويتقاتلون فيما بينهم أحيانا من اجل أي شيء ثمين.
و قد أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم السبت عن واحدة من اكبر عمليات الإغاثة في تاريخ الولايات المتحدة لمساعدة ضحايا زلزال هايتي في الوقت الذي استجدى فيه الناجون المساعدات التي مازالت لا تصل إليهم إلا ببطء .
ووعد أوباما بإرسال مساعدات في الوقت الذي وصلت فيه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى هايتي حيث أعطت الحكومة المصدومة بشدة الولايات المتحدة السيطرة على مطارها الرئيسي لتوجيه رحلات الإغاثة من شتى أنحاء العالم
و كانت قطر بتوجيهات من حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد الأمين قد أرسلت ل مساعدات طبية و إغاثات تموينية وفريقا طبيا تابعا لمؤسسة حمد الطبية وفريق البحث والإنقاذ القطرى لخويا كمساعدات أولى إلى جمهورية هايتي المنكوبة جراء الزلزال.
الأمم المتحدة في الميدان:
على صعيد آخر، قالت ناطقة باسم مكتب الأمم المتحدة الخاص بتنسيق الجهود الإنسانية: "إن موظفي الإغاثة في هاييتي يتعاملون مع كارثة ليس لها شبيه في ذاكرة المنظمة الدولية، وذلك لأن الزلزال قطع رأس هاييتي"
.وقالت الناطقة إليزابيث بايرس في جنيف: "لقد انهارت كل المباني الحكومية، وليس بإمكاننا استخدام حتى البنية التحتية الأساسية."
وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت حملة لجمع مبلغ 562 مليون دولار، وذلك لتوفير المساعدة لثلاثة ملايين شخص في هاييتي خلال الأشهر الستة المقبلة.
وقد حصلت المنظمة الدولية بالفعل على وعود بالتبرع بـ 360 مليون دولار، إضافة إلى الـ 562 مليون التي تنوي جمعها. ومن المقرر أن يصل إلي هاييتي اليوم الأمين العام لدعم جهود الإغاثة في الدولة المنكوبة.
وحذر مسئول كبير في الأمم المتحدة من أن الجوع قد يؤجج توترا إذا لم تصل المساعدات بسرعة لكنه قال إن القانون والنظام لازالا في نطاق السيطرة "في الوقت الحالي."
وفقدت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في هايتي 36 على الأقل من أفرادها في الكارثة عند انهيار مقرها هناك. ولم يعرف مصير اثنين من كبار مسئولي البعثة في هايتي.
الولايات المتحدة تبسط سيطرتها علي المطار:
من جهة أخرى، قامت القوات الأمريكية مؤقتا ببسط سيطرتها على مطار بور أو برانس، وذلك من أجل تعزيز انسيابية عملية توزيع مواد الإغاثة.
وغادرت السفينة "كومفورت" التابعة للبحرية الأمريكية — وهي منشأة طبية يمكنها تقديم خدمات شاملة وان تستقبل ألف مريض — ميناء بالتيمور يوم السبت ومن المقرر أن تصل إلى هايتي هذا الأسبوع.
وقال أوباما إن الولايات المتحدة والبرازيل والمكسيك وكندا وفرنسا وكولومبيا وروسيا واليابان وبريطانيا ودول أخرى من بينها قطر تمكنت من نقل عاملين في مجال الإنقاذ وإمدادات جوا.
ووصلت طائرات وسفن على متنها فرق إنقاذ وكلاب تفتيش وخيام ووحدات لتنقية المياه وأغذية وأطباء وفرق اتصالات لكنها واجهت اختناقات في المطار الصغير.
وعمليات مراقبة الطيران التي أعطبتها الأضرار التي لحقت ببرج المطار سيتم التعامل معها الآن بمعرفة الجيش الأمريكي بدعم من حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية.
ووصلت السفينة الأمريكية كارل فينسون وعلى متنها 19 طائرة هليكوبتر قبالة هايتي يوم الجمعة لتفتح قناة ثانية مهمة لنقل المساعدات. وبدأت طائرات الهليكوبتر التابعةللبحرية في نقل مياه إلى الشاطئ ونقل الجرحى إلى مستشفى ميداني قريب من المطار.
ويهدف الجيش الأمريكي إلى إرسال 9000 إلى 10000 جندي على الأرض في هايتي في سفن قبالة الشاطئ بحلول يوم الاثنين
200, 000 قتيل:
وتنقل شاحنات جثثا إلى مدافن جماعية تم حفرها على عجل خارج المدينة لكن يعتقد أن آلاف الجثث لا تزال مدفونة تحت الأنقاض.
وقال وزير الداخلية في هايتي انطوني باين-ايمي لصحفيين جمعنا بالفعل نحو 50 ألف جثة ونتوقع أن يكون هناك في المجمل ما بين 100 ألف و200 ألف قتيل على الرغم من أننا لن نعرف قط العدد على وجه الدقة."
وقال اراميك لويس وزير الدولة للأمن العام إن نحو 40 ألف جثة دفنت في مقابر جماعية.و يقول الخبراء أنه و إذا ثبتت صحة عدد القتلى فان هذا الزلزال الذي بلغت قوته سبع درجات والذي هز هايتي يوم الثلاثاء سيكون واحدا من بين أدمى عشرة زلازل سجلت حتى الآن.
وقال اليسك لارسين وزير الصحة في هايتي للصحفيين انه سيتعين إعادة بناء ثلاثة أرباع بورت او برنس.
ولم تكن حكومة هايتي أحسن حالا لمواجهة الأزمة حيث دمر الزلزال القصر الرئاسي وتسبب في قطع الاتصالات والكهرباء.
ويقيم ويعمل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في مقر الشرطة القضائية.